والثاني : أن تكون بدلاً من « ملَّة » ؛ لأن من رفع « صبغة » رفع « ملة » كما تقدم فتكون بدلاً منها كما قيل بذلك في قراءة النصب.
قال القرطبي رحمه الله تعالى : وقيل : الصِّبْغة الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلاَم، بدلاً من مَعْمُودية النصارى، ذكر ذلك الماوردي رحمه الله تعالى. وعلى هذا التأويل يكون غسل الكافر واجباً، وبهذا المعنى جاءت السُّنة الثابتة في قيس بن عاصم وثمامة بن أثال حين اسلما.
وقيل :« وَمَنْ أَحْسَنُ » مبتدأ وخبر، وهذا استفهام معناه النفي أي : لا أحد، و « أحسن » هنا فيها احتمالان :
أحدهما : أنها ليست للتفضيل؛ إذ صبغة غير الله منتف عنها الحسن.
والثاني : أن يراد التفضيل باعتبار من يظنّ أن في « صبغة » غير الله حسناً لا أن ذلك بالنسبة غلى حقيقة الشيء.
و « من الله » متعلق بأحسن، فهو في محل نصب.
و « صبغة » نصب على التمييز من أحسن، وهو من التمييز المنقول من المبتدأ والتقدير : ومن أحسن من صبغة الله، فالتفضيل إنما يجري بين الصّبغتين لا بين الصَّابغين. [ وهذا غريب معنى، وغني عن القول كون التمييز منقولاً عن المبتدأ ].
قوله تعالى :﴿ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ ﴾ جلمة من مبتدأ خبر معطوف على قوله :« قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ » فهي في محلّ نصب بالقول.
قال الزمخشري : وهذا العطف يرد قول من زعم أن « صبغة الله » بدل من « ملّة »، أو نصب على الإغراء بمعنى عليكم صبغة الهل لما فيه من فكّ النظم، وإخراج الكلام عن الْتِئَامِهِ واتساقه.
قال أبو حيان : وتقديره في الإغراء : علكيم صبغة ليس بجيد؛ لأن الإغراء إذا كان بالظروف والمجرورات لا يجوز حذف ذلك الظرف ولا المجرور، ولذلك حين ذكرنا وجه الإغراء قدّرناه : ب « الزمموا صبغة الله » انتهى. كأنه لضعف العمل بالظّروف والمجرورات ضعف حذفها وإبقاء عملها.


الصفحة التالية
Icon