الرابع : وهو أضعفها أن تكون متعلقة بالفعل قبلها، و « الواو » زائدة، تقديره : واخشوني لأتم نعمتي.
وهذه لام « كي » و « أن » مضمرة بعدها ناصبة للمضارع، فينسبك منهما مصر مجرور باللام وتقدم تحقيقه، و « عليكم » فيه وجهان :
أحدهما : أن يتعلق ب « أتمّ ».
الثاني : أن يتعلق بمحذوف على أ، ه حال من « نعمتي »، أي : كائنة عليكم.
فإن قيل : إنه - تعالى - أنزل عند قرب وفاة رسول الله ﷺ :﴿ اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [ المائدة : ٣ ] فبين أن تمام النعمة إنما حصل ذلك اليوم، فكيف قال قبل ذلك اليوم بسنين كثيرة في هذه الآية ﴿ وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ﴾ ؟!
فالجواب : أنا قلنا تمام النعمة اللاَّئقة في كل وقت هو الذي خص به.
وعن عليّ رضي الله عنه : تمام النعمة الموت على الإسلام.
وقوله :« لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ » فيه سؤال، وهو أن لَفْظَه التَّرَجِّي، وهو في حق الله - تعالى - مُحَال؛ لأنه يعلم الأشياء على ما هي عليه.
وأجيب عن ذلك بوجهين :
الأول : أن الترجي في الآية الكريمة بالنسبة إلى المخاطبين أي : بإتمام النعمة ترجون الثَّواب والاهتداء إلى دلائل التوحيد.
الثاني : قال بعض المفسرين : كل لفظ « لعلّ » في القرآن الكريم المراد به التحقيق كقول الملك لمن طلب منه حاجة وأراد ذلك قضاها، فنقول لطالب الحاجة : لعلّ حاجتك تقضى.
والاهتداء يطلق، ويراد به بيان الأدلة كقوله تعالى :﴿ وبالنجم هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [ النحل : ١٦ ] الآية، ويطلق ويراد به الاهتداء إلى الحق.