والفرق أن المراد بالتزكية هنا التطهير من الكفر، وكذلك فسروه.
وهناك المراد بها الشهادة بأنهم خيار أزكياء، وذلك متأخر عن تعلم الشرائع والعمل بها. [ وقال الحسن :« يزكّيكم » يعلّمكم ما إذا تمسّكتم به صرتم أزكياء.
وقال أبو مسلم :« التزكية » عبارة عن التَّنمية، كأنه قال : يكثركم؛ كقوله تعالى ﴿ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ﴾ [ الأعراف : ٨٦ ]، وذلك بأن يجمعهم على الحق فيتواصلوا ويكثروا ].
وقوله :﴿ يُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ﴾ بعد قوله :﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ الكتاب والحكمة ﴾ باب ذكر العام بعد الخاص، وهو قليل بخلاف عكسه. [ وقوله تعالى :﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ الكتاب ﴾ بعد قوله :﴿ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا ﴾ ليس بتكرار؛ لأن تلاوة القرآن عليهم غير تعليمه إياهم.
وأما الحكمة فهي العلم بسائر الشرائع التي لم يشتمل القرآن على تفصيلها.
وقال الشافعي رضي الله عنه : الحكمة هي سُنّة الرسول صلوات الله وسلامه عليه.
وفي قوله تعالى :﴿ وَيَعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ﴾ تَنْبِيهٌ على انه - تعالى - أرسله على حين فَتْرَةٍ من الرسل، وجهالة الأمم ].


الصفحة التالية
Icon