[ قال الحسن : إن الشهداء هم أحياء عند الله - تعالى - تُعْرض أرزاقهم على أرواحهم، فيصل إليهم الروح والفرج، كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدوة وعشية، فيصل إليهم الوَجَعُ ].
قوله تعالى :« أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ } خبر مبتدأ محذوف أي : لا تقولوا : هم أموات، وكذلك » أحياء « خبر مبتدأ محذوف أي : بل هم أحياء.
[ وقد راعى لفظ »
من « مرة فأفرد في قوله :» يقتل «، ومعناها أخرى، فجمع في قوله :» أموات بل أحياء « ] و » اللام « هنا للعلة، ولا تكون للتبليغ؛ لأنهم لم يُبَلِّغُوا الشهداء قوله هذا.
والجملة من قوله :»
هم أموات « في محلّ نصب بالقول؛ لأنها محكية به.
وأما »
بل هم أحياء « فيحتمل وجهين :
أحدهما : ألا يكون له محل من الإعراب، بل هو إخبار من الله - تعالى - بأنهم أحياء، ويرجحه قوله :﴿ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ ﴾ ؛ إذ المعنى لا شعور لكم بحياتهم.
والثاني : أن يكون محلّه النصب بقول محذوف تقديره، بل قولوا : هم أحياء، ولا يجوز أن ينتصب بالقول الأول لفساد المعنى، وحذف مفعول »
يشعرون « لفهم المعنى : أي بحياتهم، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon