الثامنة : كذلك إلا أنه بالهمزة.
التاسعة : نُنَسِّها بضم احرف المضارعة وفتح النون وكسر السين [ مشددة، وهي قراءة الضَّحاك، وأبي رجاء.
العاشرة :« نُنْسِك »، بضمّ حرف المضارعة، وسكون النون، وكسر السين، وكاف بعدها للخطاب.
الحادية عشرة :] كذلك إلا أنه بفتح النون الثانية، وتشديد السين مكسورة، وتروى ع الضحاك، و أبى رجاء أيضاً.
الثانية عشرة : كذلك إلاَّ أنه بزيادة ضمير الآية بعد الكاف « نُنَسِّكَها » وهي قراءة حذيفة، وكذلك هي في مصحف سالم مولاه.
الثالثة عشرة :« ما نُنْسِك من آية أو نَنْسخْها فَجِيءْ بمثلها » وهي قراءة الأعمش، وهكذا ثبت في مصحف عبدالله.
فأما قراءة الهَمْز على اختلاف وجوهها، فمعناها التأخير من قولهم : نَنَسأَ الله، وأنسأ الله في أَجَلك أي : أَخَّرَهُ، وبِعْتُه نَسِيئَةً أي متأخراً.
وتقول العرب : نَسَأْت الإبل عن الحوض أنْسَؤُهَا نَسْئاً، وأنسأ الإبل : إذا أخرها عن ورودها يومين فأكثرن فمعنى الآية على هذا فيه ثلاثة أقوال :
أحدهاك نؤخر نسخها، ونزولها، وهو قول عطاء.
الثاني : نمحها لفظاً وحكماً، وهو قول ابن زيد.
الثالث : نُمضها فلا نَنْسَخْها، وهو قول أبي عبيد، [ قال الشاعر :[ الطويل ]
٧٢٧ أَمُونٍ كَألوَاحِ الإِرَانِ نَسَأْتُهَا | عَلَى لاَحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ ] |
وأما قراءة غير الهمز على اختلاف وجوهها أيضاً ففيها احتمالان :
أظهرهما : أنها من النِّسْيَان، وحينئذ يحتمل أن يكون المراد به في بعض القراءات ضدّ الذكر، وفي بعضها الترك.
فإن قيل : وقوع هذا النيسيان [ يتمنع ] عقلاً ونقلاً.
أما العقل فلأن القرآن لا بدّ من انتقاله إلى أهل التواتر، والنيسان على أهل التواةتر بأجمعهم ممتنع.
وأما النقل فلقوله تعالى :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [ الحجر : ٩ ].
والجواب عن الأول من وجهين :
الأول : أن النسيان يصح بأن يأمر الله تعالى بطرحه من القرآن، وإخراجه من جلمة ما يلتى، ويؤتى به في الصَّلاة ويحتج به، فإذا زال حكم التعبُّد به قال : العهد نسي، وإن ذكر فعلى طريق ما يذكر خبر الواحد، فيصير لهذا الوجه منسياً من الدصورن وأيضاً روى : أنهم كانوا يقرءون السور، فيصبحون وقد نسوها. وعن الثاني أنه معارض بقوله تعالى :﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى إِلاَّ مَا شَآءَ الله ﴾ [ الأعلى : ٦، ٧ ] وبقوله :﴿ واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ [ الكهف : ٢٤ ].
والثاني : أن أصله الهمز من النَّسِيء، وهو التأخير، إلا أنه أبدل من الهمز ألف فحينئذ تتحد القراءتان.
ثم من قرأ من القراء :« ننساها » من الثلاثي فواضح.
وأما من قرأ منهم من « أَفْعَل »، وهم نافع وابن عامر والكوفيون، فمعناه عندهم :« نُنْسِكها »، أي : نجعلك ناسياً لها، أو يكون المعنى نأمر بتركهان يقال : أنسيته الشيء، أي : أمرته بتركه، ونَسِيتُهُك تَرَكْتُهُ؛ وأنشدوا :[ الرجز ]