﴿ حتى جَآءَ الحق وَظَهَرَ أَمْرُ الله ﴾ [ التوبة : ٤٨ ] يعني : دينه.
الثاني : القول؛ قال تعالى :﴿ فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾ [ المؤمنون : ٢٧ ] يعني قولنا. وقوله :﴿ فتنازعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ﴾ [ طه : ٦٢ ] يعنى قولهم.
الثالث : العذاب؛ قال تعالى :« لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ » يعني لما وجب العذاب بأهل النار.
الرابع : عيسى ﷺ، قال الله تعالى :﴿ إِذَا قضى أَمْراً ﴾ [ مريم : ٣٥ ] يعنى : عيسى ﷺ.
الخامس : القتل ب « بدر »، قال الله تعالى :﴿ فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله ﴾ [ غافر : ٧٨ ] يعنى : القتل ب « بدر » وقوله :﴿ لِّيَقْضِيَ الله أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ﴾ [ الأنفال : ٤٢ ] يعنى قتل كفار « مكة ».
السادس : فتح « مكة » ؛ قال الله تعالى :﴿ فَتَرَبَّصُواْ حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ ﴾ [ التوبة : ٤٢ ] يعنى فتح « مكة ».
السابع : قتل « قريظة » وجلاء « بني النضير » ؛ قال الله تعالى :﴿ فاعفوا واصفحوا حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ ﴾ [ البقرة : ١٠٩ ].
الثامن : القيامة، قال الله تعالى :﴿ أتى أَمْرُ الله ﴾ [ النحل : ١ ].
التاسع : القضاء؛ قال الله تعالى :﴿ يُدَبِّرُ الأمر ﴾ [ الرعد : ٢ ] يعنى القضاء.
العاشر : الوحي؛ قال الله تعالى :﴿ يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض ﴾ [ السجدة : ٥ ] يعنى الوحي.
الحادي عشر : أمر الخلق؛ قال الله تعالى :﴿ أَلاَ إِلَى الله تَصِيرُ الأمور ﴾ [ الشورى : ٥٣ ].
الثاني عشر : النصر، قال الله تعالى :﴿ هَل لَّنَا مِنَ الأمر مِن شَيْءٍ ﴾ [ آل عمران : ١٥٤ ] يعنون : النصر، ﴿ قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للَّهِ ﴾ [ آل عمران : ١٥٤ ] يعني النصر.
الثالث عشر : الذنب؛ قال الله تعالى :﴿ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا ﴾ [ الطلاق : ٩ ] يعنى جزاء ذنبها.
الرابع عشر : الشأن والفعل، قال الله تعالى :﴿ وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾ [ هود : ٩٧ ] لعله : وشأنه.
قوله تعالى :« فيكون » الجمهور على رفعه، وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون مستأنفاً أي خبراً لمبتدأ محذوف أي : فهو يكون، ويعزى لسيبوبه، وبه قال الزَّجَّاج في أحد قوليه.
والثاني : أن يكون معطوفاً على « يقول »، وهو قول الزَّجاج والطبري، ورد ابن عطية هذا القول، وقال : إنه خطأ من جهة المعنى؛ لأنه يقتضي أن القول مع التَّكوين الوجود. انتهى. يعني أن الأمر قديم والتكوين حادث فكيف يعطف عليه بما يقتضي تعقيبه له؟
وهذا الرد إنما يلزم إذا قيل بأن الأمر حقيقة.
أما أذا قيل بأنه على سبيل التمثيل، وهو [ الأصح ] فلا.
ومثله قوله أبي النجم :[ الرجز ]
٧٥٧ إذْ قَالَتِ الأَنْسَاعُ لِلْبَطْنِ الْحَقي... الثالث : أن يكون معطوفاً على « كن » من حيث المعنى، وهو قول الفارسي، وضَعَّفَ أن يكون عطفاً على « يقول » ؛ لأن من المواضع ما ليس فيه « يقول » كالموضع الثاني في « آل عمران »، وهو « ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون » ولم ير عطفه على « قال » من حيثُ إنه مضارعن فلا يعطف على ماضي، فأورد على نفسه :[ الكامل ]
٧٥٨ وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي... فَمَضَيْتُ ثُمَّتَ قُلْتُ : لاَ يَعْنِينِي
فقال :« أَمُرُّ بمعنى مَرَرْتُ ».


الصفحة التالية
Icon