وروي عن ابن عامر قراءة جميع ما في القرآن كذلك.
ويروى أنه قيل لمالك بن أنس : إن أهل « الشام » يقرءون ستة وثلاثين موضعاً إبراهام بالألف، فقال : أهل « دمشق » بأكل البطِّيخ أبصر منهم بالقراءة.
فقيل : إنهم يدعون أنها قراءة عثمان.
فقال : هذا مصحف عثمان، فأخرجه فوجده كما نقل له.
الثالثة : إبْرَاهِم بألف بعد الراء، وكسر الهاء دون ياء، وبها قرأ أبو بكر؛ وقال زيد بنُ عمروِ ينِ نُفَيْلِ :[ الرجز ]

٧٢٢ عُذْتُ بِمَا عَاذَ بِهِ إِبْرَاهِمُ إذْ قَالَ وَجْهي لَكَ عَانٍ رَاغِمُ
الرابعة : كذلك، إلا أنه بفتح الهاء.
الخامسة : كذلك إلا أنه بضمها.
السادسة : إبْرَهَم بفتح الهاء من غير الف وياء.
قال عبدالمطلب :[ الرمل ]
٧٧٣ نحْنُ آلُ الله ِ فِي كَعْبَتِهِ لَمْ نَزَلْ ذَاكَ عَلَى عَهْدِ ابْرَهَمْ
السَّابعة : إبْرَاهُوم بالواو.
قال أبو البقاء : ويجمع على « أَبَاره » عند قوم، وعند آخرين « بَرَاهِم ».
وقيل : أبارِهَة وبَرَاهِمَة ويجوز أَبَارِهَة [ وقال المبرد رحمه الله تعالى : لا يقال براهم فإن الهمزة لا يجوز حذفها ].
وحكى ثعلب فيه :« بَرَاهٍ » كما يقال في تصغيره :« بُرَيْه » بحذف الزوائد.
والجمهور على نصب « إبراهيم » ورفع « رَبُّهُ » كما تقدم.
وقرأ ابن عباس وأبو الشعثاء وأبو حنيفة بالعكس. قالوا : وتأويلها دعا ربه، فسمى دعاءه ابتلاء مجازاً؛ لأن في الدعاء طلب استكشاف لما تجري به المقادير.
والضمير المرفوع في « فَأَتمّهُنّ » فيه قولان :
أحدهما : أنه عائد على « ربّه » أي : فأكملهن.
والثاني : أنه عائد على « إبْرَاهِيمَ » أي : عمل بهن، ووفّى بهن.
وهو إبراهيم بن تارح بن ناحور مولده ب « الشوس » من أرض « الأهواز ».
وقيل :« بابل »، وقيل :« كولى » وقيل « كسكر » وقيل :« حيران ».
ونقله أبوه إلى « بابل » أرض نمرود بن كنعان، كان له أربع بنين : إسماعيل وإسحاق ومدين ومدائن، ذكره السهيلي.

فصل فيما دلتش عليه السورة


اعلم أنه سبحانه وتعالى لما شرح و جوه نعمه على بني إسرائيل شرح قبائحهم في أديانهم وأعمالهم، وختم هذا الفصل بشرح النعم بقوله :﴿ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذكروا نِعْمَتِيَ التي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾ [ البقرة : ١٢٢ ] بين نوعاً آخر من البيان، وهو أن ذكر قصة إبراهيم عليه السلام والحكمة فيه أن إبراهيم عليه السلام معترف بفضله جميع الطَّوائف، والمشركون أيضاً معترفون بفضله متشرّفون بأنهم من أولاده، ومن ساكني حرمه، وخادمي بيته، فذكر فضيلته لهم؛ لأنها تدلّ على قبول محمد ﷺ من وجوه :
أحدها : أنه تعالى لما أمر ببعض التكاليف، فلما وفّ لأى بها وخرج لا جرم نال النبوة والإمامة.


الصفحة التالية
Icon