ولا يخفى ما في هذه الجملة من التأكيد؛ من حيث الإتيان باسم الإشارة للبعيد، وتوسُّط الفصل والتعريف بالألف واللام في « الظالمون » أي : المبالغون في الظلم. وحمل أولاً على لفظ « مَنْ »، فأفرد في قوله « يَتَعَدَّ »، وعلى معناها ثانياً، فجمع في قوله :﴿ فأولئك هُمُ الظالمون ﴾.

فصل


و ﴿ حُدُودُ الله ﴾ : أوامره ونواهيه، وهي : ما منع الشرع من المجاوزة عنه، وفي المراد من « الظُّلْمِ » هنا ثلاثة أوجهٍ :
أحدها : اللَّعن لقوله تعالى :﴿ أَلاَ لَعْنَةُ الله عَلَى الظالمين ﴾ [ هود : ١٨ ].
وثانيها : أنَّ إطلاق الظلم ] هنا تنبيهٌ على أن الإنسان ظلم نفسه؛ حيث أقدم على المعصية، وظلم المرأة : بتقدير ألا تتمَّ عدَّة الرجل، أو كتمت شيئاً، ممَّا خلق الله في رحمها، أو ترك الرجل الإمساك بالمعروف، والتَّسريح بالإحسان، أو أخذ شيئاً مما أتاها بغيرِ سببٍ من نشوزٍ، فكل هذه المواضع تكون ظُلماً للغيرِ.


الصفحة التالية
Icon