قال ابن الخطيب : وهذا القول عندي أصحُّ؛ لأنَّ المنتفع به في دفع الأعداء هو القوَّة، والشِّدة، لا الطُّول، والجمال.
قوله :﴿ فِي العلم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنَّه متعلِّقٌ ب « بَسْطَة » كقولك :« بَسَطْتُ لَهُ في كَذَا ».
والثاني : أنه متعلّقٌ بمحذوفً؛ لأنه صفةٌ ل « بَسْطَة »، أي : بَسْطَة مستقرةً أو كائنة.
قوله :﴿ والله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ ﴾.
قال بعض المفسِّرين : هذا من كلام الله تعالى لمحمّدٍ - عليه الصَّلاة والسَّلام -، والمشهور : أنَّه من قول أشمويل، قال لهم ذلك، لمَّا علم من تعنتهم وجدالهم في الحجج، فأراد أن يتمِّم كلامه بالقطعي، الذي لا اعتراض عليه فقال :﴿ والله يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ ﴾، وأضاف ملك الدُّنيا إلى الله إضافة مملوكٍ إلى ملكٍ.
قوله :﴿ والله وَاسِعٌ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه على النسب، أي : ذو سعة رحمة، كقولهم : لابنٌ، وتامرٌ، أي : صاحب تمرٍ ولبنٍ.
والثاني : أنَّه جاء على حذف الزوائد من أوسع، وأصله مُوسِعٌ. وهذه العبارة إنَّما يتداولها النَّحويون في المصادر فيقولون : مصدرٌ على حذف الزوائد.
والثالث : أنه اسمُ فاعلٍ من « وَسِع » ثلاثياً؛ قال أبو البقاء :« فالتَّقدير على هذا : واسع الحِلم؛ لأنَّك تقول وسع حلمه ».

فصل في تفسير قوله ﴿ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾


في قوله :﴿ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ ثلاثة أقوال :
أحدها : أنَّه واسع الفضل، والرَّزق، والرَّحمة، وسعت رحمته كلَّ شيءٍ، والتَّقدير : أنتم طعنتم في طالوت، لكونه فقيراً، فالله تعالى واسع الفضل، يفتح عليه أبواب الرِّزق، والسَّعة، كما في المال؛ لأنه فوّض إليه الملك، والملك لا يتمشَّى إلاَّ بالمال.
والثاني، والثالث : ما تقدَّم في الإعراب آنفاً من كونه بمعنى :« مُوسِعٌ » وذو سعة، والعليم العالم وقيل : العالم بما كان، والعليم بما يكون.


الصفحة التالية
Icon