وعن أبيّ بن كعبٍ قال : قال رسول الله ﷺ :« يَا أبا المنذر؛ أيُّ آيةٍ في كِتَابش اللهِ أعْظَم » ؟ قلت : اللهُ لا إله إلاَّ هو الحيُّ القَيُّومُ، قال : فضرب صدري ثم قال :« ليَهْنِكَ العِلْمُ يَا أَبَا المُنْذِرِ » ثم قال :« وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ لهذه الآية لِسَاناً وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ المَلِكَ عِنْدَ سَاقِ العَرْشِ ».
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :« وكلني رسول الله ﷺ بحفظ زَكَاةِ رمضان فأتاني آت، فجعل يحثو من الطَّعام، فأخذته فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ قال :[ إنّي محتاج، ولي عيالٌ، ولي حاجة شديدةٌ قال : فخلّيت عنه، فأصبحت فقال النبي ﷺ ] » يا أبا هريرة مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ « ؛ قلت يا رسول الله؛ شَكَا حَاجَةً شديدة، وعيالاً؛ فرحمته، فخلَّيت سبيله. قال :» أَمَا إِنَّهُ قَدُ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ « فعرفت أنه سيعود، بقول رسول الله ﷺ فرصدته، فجاء يحثو من الطَّعام، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ قال : دعني فإنِّي محتاج ولي عيال ولا أعود فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي النبي ﷺ :» يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة « قلت : يا رسول الله شكا حاجةً، وعيالاً فرحمته وخلَّيت سبيله قال :» أمَا إنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وسيعود « فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله ﷺ إنه سيعود فرصدته الثالثة : فجاء يحثو من الطَّعام؛ فأخذته، فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله ﷺ وهذا آخر ثلاث مرات أنَّك تزعم ألاَّ تعود، ثم تعود قال : دعني أُعلّمك كلمات، ينفعك الله بها، قلت : ما هي قال : إذا أَوَيْتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسيّ ﴿ الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ الحي القيوم ﴾ حتى تختم الآية، فإنَّك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطانٌ، حتّى تصبح، فخلَّيت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله ﷺ : مَا فَعَلْتَ بِأَسِيركَ البَارِحَةَ؟ قلت : يا رسول الله - عليك الصَّلاة والسَّلام - زَعَمَ أنَّه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخلّيت سبيله - قال : ما هي قلت : قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسيّ من أولها، حتى تتمّ الآية، وقال لي لا يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان، حتى تصبح، وكانوا أحرص شيءٍ على الخير، فقال النَّبيُّ ﷺ :» أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ، وهو كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِب منذ ثَلاَث لَيَالٍ يا أبا هُرَيْرَةَ؟ « قلت : لا، قال :» ذَلِكَ شَيْطَانٌ «.