روى طاوُس عن ابنِ عبَّاس :« فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ » الذَّنب العَظِيم « ويُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ على الذَّنْبِ الصَّغِير، لا يُسْأَلَ عمَّا يَفْعَل وهُمْ يُسْأَلُون، واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ».
قوله :﴿ والله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ قد بيَّن بقوله تعالى :﴿ للَّهِ ما فِي السماوات وَمَا فِي الأرض ﴾ أنه كامل الملك والمَلَكُوتِ، وبيَّن بقوله :﴿ إِن تُبْدُواْ مَا في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله ﴾ أنه كامل العِلْمِ والإحاطةِ، ثم بيَّن بقوله :﴿ والله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ أنه كامِل القُدْرة، مُسْتَولٍ على كل المُمكِنَات بالقَهرِ والقُدرة والتَّكوين والإِعدام، ومن كان موصوفاً بهذه الصِّفات، يجبُ على كُلِّ عاقِلٍ أن يكون عَبْداً له مُنْقَاداً خاضِعاً لأوامرهِ ونواهِيهِ.