قوله :« لأَنْفُسِكُمْ » مُتعلِّقٌ ب « قَدِّمُوا »، واللامُ تحتملُ التعليل والتعديّ، والهاءُ في « مُلاَقُوهُ » يجوزُ أَنْ تعودَ على اللهِ تعالى، ولا بُد مِنْ حذفِ مضافٍ، أي : ملاقو جزائِهِ، وأَنْ تعودَ على مفعولِ « قَدِّمُوا » المحذوف. وتَقَدَّم الكلام في التَّقوَى، وتَقَدَّم أيضاً تفسير لقاء الله في قوله :﴿ الذين يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ ﴾ [ البقرة : ٤٦ ].
والضميرُ في « وَبَشِّرِ » للرَّسُول ﷺ لتقدُّم ذِكرِه في قوله :« يَسْأَلُونَكَ » قاله أبو البقاء، وفيه نظرٌ؛ لأنَّ ضميرَ الخطابِ والتكلُّم لا يحتاج أَنْ يُقالَ فيهما : تَقدَّمَ ذِكْرُ ما يَدُلُّ عليهما، ويجوزُ أن يكونَ لكلِّ مَنْ يَصِحُّ منه البِشارة.