[ الأنعام : ١٣٩ ]، وقوله :﴿ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً ﴾ [ الزخرف : ١١ ]، وقوله :﴿ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَة ﴾ [ الأنعام : ١٤٥ ] فإنها مخَفَّفاتٌ عند الجميع، وثَقّل نافعٌ جميعَ ذلك، والأخوان وحفص - عن نافع - وافقوا ابن كثير ومن معه في الأنعام في قوله :﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاه ﴾ [ الأنعام : ١٢٢ ]، وفي الحجرات :﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتا ﴾ [ الحجرات : ١٢ ]، وفي يس :﴿ الأرض الميتة ﴾ [ يس : ٣٣ ]، ووافقوا نافعاً فيما عدا ذلك، فجمعوا بين اللغتين؛ إيذاناً بأن كلاًّ من القراءتين صحيح، وهما بمعنًى؛ لأن « فَيْعِل » يجوز تخفيفه في المعتل بحَذْف إحْدى ياءَيْه، فيقال : هَيْن وهيِّن، لَيْن وليِّن، ميْت وميِّت، وقد جمع الشاعر بين اللغتين في قوله :[ الخفيف ]
١٣٩١- لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ | إنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الأحْيَاءِ |
إنَّمَا الْمَيْتُ مَنْ يَعِيشُ كَئِيباً | كَاسِفاً بِالُهُ قَليلَ الرَّجَاءِ |
وقسم لا خلاف في تخفيفه - وهو ما تقدم في قوله :﴿ الميتة والدم ﴾ ﴿ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً ﴾ [ الأنعام : ١٣٩ ] ﴿ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَة ﴾، وقوله :﴿ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً ﴾ [ الزخرف : ١١ ].
وقسم فيه الخلاف - وهو ما عدا ذلك - وتقدم تفصيله وقد تقدم أيضاً أن أصل « ميِّت » مَيْوِت، فأدغم، وفي وزنه خلاف، هل وزنه « فَيْعِل » - وهو مذهب البصريين - أو « فَعْيِل » - وهو مذهب الكوفيين - وأصله مَوْيِتٌ، قالوا : لأن فَيْعِلاً مفقود في الصحيح؛ فالمعتل أولى أن لا يوجد فيه، وأجاب البصريون عن قولهم : لا نظير له في الصحيح بأن قُضَاة - في جميع قاضٍ - لا نظير له في الصحيح، ويدل على عَدم التلازم « قُضاة » جمع قاضٍ وفي « قضاة » خلاف طويل ليس هذا موضعه.
واعترض عليهم البصريون بأنه لو كان وزنه « فَعْيِلاً » لوجب أن يصح، كما صحت نظائره من ذوات الواو نحو : طويل، وعويل، وقويم، فحيث اعتل بالقلب والإدغام امتنع أن يُدَّعى أن أصله « فَعْيِل » لمخالفة نظائره، وهو ردٌّ حسنٌ.
فصل
قال ابن مسعود وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة : يُخْرِجُ الحيوانَ من النطفة - وهي ميتة - والطير من البيضة، وبالعكس.
وقال الحسنُ وعطاء : يُخْرِج المؤمن من الكافر - كإبراهيم من آزر - والكافر من المؤمن - مثل كنعان من نوح.
وقال الزَّجَّاج : يُخْرِج النبات الغضَّ الطريَّ من الحب اليابس، ويخرج الحب اليابس من النبات، قال القفّال :« والكلمة محتملة للكل.
أما الحيوان والنطفة فقال تعالى :﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ﴾ [ البقرة : ٢٨ ].
والكافر والمؤمن فقال تعالى :﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [ الأنعام : ١٢٢ ]، أي : كافراً فهديناه ».
قال القرطبيُّ : روى معمر عن الزهريِّ أن النبي ﷺ دخل على نسائه، فإذا بامرأة حسنة النعمة، قال : مَنْ هذه؟ قلن : إحدى خالاتك، قال : ومَنْ هِي؟ قلن : خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال رسول الله ﷺ :