وقول الآخر :[ البسيط ]
١٥٢٣- أوْ مَعْبَرُ الظَّهْرِ يُنْبي عَنْ وَلِيَّتِهِ | مَا حَجَّ رَبَّهُ فِي الدُّنْيَا وَلا اعْتَمَرَ |
إذا علم ذلك فنقول : هذه الكلمات - المشار إليها - إن نظرنا إلى اللفظ فقد وقعت بعد متحرِّك، فحقها أن تشبع حركتها موصولةً بالياء، أو الواو، وإن سكنت فلما تقدم من إجراء الوصل مُجرى الوقف. وإن نظرنا إلى الأصل فقد سبقها ساكن - وهو حَرْفُ العلة المحذوف للجزم - فلذلك جاز الاختلاسُ، وهذا أصل نافع مطرد في جميع هذه الكلمات.
قوله ﴿ بِدِينَارٍ ﴾ في هذه الباء ثلاثة أوجهٍ :
أحدها : أنها للإلصاق، وفيه قَلَقٌ.
الثاني : أنها بمعنى « في » ولا بد من حذف مضاف، أي : في حفظ قنطار، وفي حفظ دينار.
الثالث : أنها بمعنى « على » وقد عُدِّيَ بها كثيراً، كقوله :﴿ مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا على يُوسُف ﴾ [ يوسف : ١١ ] وقوله :﴿ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ على أَخِيهِ مِن قَبْلُ ﴾ [ يوسف : ٦٤ ] وكذلك هي في ﴿ بِقِنطَارٍ ﴾.
قوله :﴿ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ﴾ استثناء مفرَّغ من الظرف العام؛ إذ التقدير : لا يؤده إليك في جميع المُددِ والأزمنة إلا في مدة دوامك قائماً عليه، متوكِّلاً به و « دُمْتَ » هذه هي الناقصةُ، ترفع وتنصب، وشرط إعمالها أن يتقدمها ما الظرفية كهذه الآية إذ التقدير إلا مدة دومك [ ولا ينصرف، فأما قولهم :« يدوم » فمضارع « دام » التامة بمعنى بقي، ولكونها صلة ل « ما » الظرفية ] لزم أن يكون بحاجة إلى كلام آخر، ليعمل في الظرف نحو أصحبك ما دمت باكياً ولو قلت ما دام زيد قائماً من غير شيء لم يكن كلاماً.