قوله :﴿ على أَعْقَابِكُمْ ﴾ فيه وجهان :
أظهرهما : أنه متعلق ب « انْقَلَبْتُمْ ».
والثاني : أنه حال من فاعل « انْقَلَبْتُمْ »، كأنه قيل : انقلبتم راجعين.
قوله :﴿ وَمَن يَنقَلِبْ على عَقِبَيْهِ ﴾.
قرأ ابنُ أبي إسحاق « على عقبه » - بالإفراد، و « شَيْئاً » نصب على المصدر أي : شيئاً من الضرر، لا قليلاً ولا كثيراً. والمراد منه : تأكيد الوعيد، وأن المنقلب بارتداده لا يضر الله شيئاً، وإنما يضر نفسه.
ثم قال :﴿ وَسَيَجْزِي الله الشاكرين ﴾ والمعنى : أن تلك الهزيمة لما أوقعَتْ شُبْهَةً في قلوب بعضهم، ولم تقع في قلوب العلماء الأقوياء من المؤمنين، فهم شكروا الله على ثباتهم على الإيمان وشدة تمسكهم به فمدحهم الله تعالى.
رَوَى ابنُ جرير الطَّبَرِيُّ عن علي - رضي الله عنه - أنه قال المراد بقوله تعالى :﴿ وَسَيَجْزِي الله الشاكرين ﴾ : أبو بكر وأصحابه. وروى عنه أيضاً أنه قال : أبو بكر أمين الشاكرين، وأمين الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon