فإن عنى الشيخُ بالتقديم والتأخير على الوجه -أعني جعل « لِلأبْرَارِ » حالاً من الضمير في الظرف فصحيحٌ، لأنَّ العاملَ في الحالِ -حينئذ- الاستقرارُ الذي هو عاملٌ في الظرفِ الواقع صِلةً، فيلزم ما قاله، وإن عنى به الوجهَ الأول -أعني : جعل « لِلأبْرَارِ » خبراً، والنية به التقديم وب « خَيْرٌ » التأخير كما ذكر أبو البقاءِ، فلا يلزم ما قال؛ لأنّ « لِلأبْرَارِ » -حينئذٍ- يتعلَّق بمحذوفٍ آخرَ غير الذي تعلُّق به الظرفُ.
و « خَيْرٌ » -هنا- يجوز أن يكون للتفضيل، وأن لا يكون، فإن كان للتفضيل كان المعنى : وما عند الله خيرٌ للأبرار مما لهم في الدنيا، أو خيرٌ لهم مما ينقلب فيه الكفارُ من المتاعِ القليلِ الزائلِ.