وحكى الطَّحَاوِيُّ عن الحسن بنِ زيادٍ أنَّهُ قال :« يَرِثُ »، لما روى ابن عباس -Bه- أنَّ رجُلاً أعتق عبداً له؛ فَمَاتَ المُعْتِق، ولم يترك إلا المُعتَق، فجعل رسُول اللَّه ﷺ ميراثه للغلام المعتق ولأنَّهُ داخلٌ في عموم قوله :« والذين عاقدت أيمانهم فآتوهم نصيبهم ».
وأجيب بأنه لَعَلّ ذلك لما صار لبيت المال دفعه النبي ﷺ إلى الغُلامِ لحاجته، وفقره؛ لأنه كانَ مالاً لا وارث لَهُ، فَسَبيلُهُ أن يُصرف إلى الفُقَرَاءِ.
ثم قال تعالى [ ﴿ إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [ النساء : ٤٨ ] ثم قال ] ﴿ إِنَّ الله كَانَ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً ﴾، وهذه كلمة وعد للمطيعين، ووعيد لِلْعُصَاةِ، والشَّهِيدُ الشَّاهد، والمرادُ إمّا علمه تعالى بجميع المَعْلُومَاتِ، فيكونُ المُرَادُ بالشَّهيدِ العالم، وإمّا شهادته على الخلق يَوْمَ القِيامَةِ، فالمُرَادُ بالشَّهيدِ المخبر.


الصفحة التالية
Icon