قال القرطبي : والمراد بهذه الآيَةِ في قَوْل ابن عبَّاس وغيره : اليَهُود؛ لأنهم جمَعُوا بين الاختيال والتَّفاخر، والبخل بالمَالِ، وكِتْمَان ما أنْزَل الله في التَّوْرَأة من صِفَةِ محمَّد ﷺ، وقيل المراد : المُنَافقُون الذي كان إنْفاقهم وإيمانهم تقية.
قوله :﴿ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ ﴾ يعني المال، وقيل : يَبْخَلُون بالصَّدَقَة، وقوله :﴿ مِن فَضْلِهِ ﴾، يجوز أن يتعلَّق ب ﴿ آتَاهُمُ ﴾ أو بمَحْذُوف على أنه حالٌ من « مَا »، أو من العَائِد عَلَيْها.
قال تعالى ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً ﴾ فصَّل الله -تعالى- تَوعُّدَ المؤمنين البَاخِلين من تَوَعُّد الكَافِرِين، بأن جعل الأوَّل عدم المَحبَّة، والثّضاني عذاباً مُهِيناً.