وتقدم معنى الخشوع والاشتراء وما قيل في البقرة.
ومعناه : أنهم لا يُحَرِّفُونَ كُتُبَهم، ولا يكتمون صفة محمد ﷺ لأجل الرياسة والمأكلة، كفعل غيرهم من رؤساءِ اليهودِ.
واعلم أنه -تعالى- لما بيَّن أنَّ مصير الكفار إلى العقاب، بيَّن -هنا- أنَّ مِنْ آمنَ منهم فإن مَصيرَه إلى الثَّوابِ.
وقد وصفهم بصفات :
أولها : الإيمان بالله.
ثانيها : الإيمان بما أُنْزِلَ على محمد ﷺ.
وثالثها : الإيمان بما أُنْزِلَ على الأنبياء قَبْلَه.
ورابعها : كونهم خَاشِعِينَ لله.
وخامسها : أنهم لا يشترون بآيات الله ثَمَناً قَلِيلاً، كما يفعله أهلُ الكتابِ ممن كان يكتم أمرَ الرسول ﷺ.
قوله :﴿ أولاائك لَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾ « أولئك » مبتدأ، وأما « لَهُمْ أجْرُهُمْ » ففيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون « لَهُمْ » خبراً مقدَّماً، و « أجْرُهُمْ » مبتدأ مؤخر، والجملة خبر الأول، وعلى هذا فالظرفُ فيه وجهانِ :
الأول : أنه متعلق ب « أجْرُهُمْ ».
الثاني : أنه حال من الضمير في « لَهُمْ » وهو ضمير الأجر، لأنه واقع خبراً.
ثانيها : أن يرتفع « أجْرُهُمْ » بالجارِّ قبله، وفي الظرف الوجهان، إلا أنّ الحال من « أجْرُهُمْ » الظاهر؛ لأن « لَهُمْ » لا ضمير فيه حينئذ.
ثالثها : أن الظرف هو خبر « أجْرُهُمْ » و « لَهُمْ » متعلق بما تعلَّق به من هذا الظرف من الثبوت والاستقرار. ومن هنا إلى آخر السورة تقدم إعراب نظائره.


الصفحة التالية
Icon