وفي الآيَة دليل على أن مُجَرَّدَ القَوْل لا يُفيد شيئاً، فإنَّهُمْ قَالُوا ططائفة « ولَفَظُوا بِهَا، ولم يحقِّق الله طاعتهم.
ثم قال :﴿ والله يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ﴾ ذكر الزَّجَّاج [ فيه ] وجْهَيْن :
أحدهما :[ معناه ] : ينزل إلَيْك في كِتَابِه.
والثَّّاني : يكُتَبُ ذلك في صَحضائِف أعْمَالهم؛ ليجَازوا بهز
وقال الضَّحاك عن ابن عبَّاسٍ، يعني : ما يُسِرُّون من النِّفَاق.
و »
مَا « في » ما يبيتون « يجوز أن تكون مَوْصُولة أو مَوْصُوفة أو مَصْدَرية. » فأعْرِض عَنْهم « يا مَحَمَّد، ولا تفضحهم ولا تُعَاقِبْهُم ولا تُخْبَر بأسْمَائِهِم؛ فأمر الله -تعالى- بستْر [ أحْوَالِ ] المُنَافِقين إلى أن لمن توكَّلَ عليه.
قال المُفَسِّرون : كان الأمْر بالإعْراض عن المُنَافِقِين في ابْتِداء الإسْلاَم، ثم نُسِخ ذلك بقوله :﴿ جَاهِدِ الكفار والمنافقين ﴾ [ التوبة : ٧٣ ]. وهذا فيه نَظَر؛ لأن الأمْر بالصَّفْح مُطْلَق، فلا يفيد إلاّض المَرَّة الوَاحِدَة، فورودُ الأمْر بعد ذَلِك بالجَهِادِ لا يكون نَاسِخاً له.


الصفحة التالية
Icon