١٧٥٠- أتَهْجُرُ لَيْلَى بِالفُرَاقِ حَبيبَها | وَمَا كَانَ نَفْساً بالفراقِ تَطِيبُ |
١٧٥١- رَدَدْتُ بِمِثْلِ السَّيدِ نَهْدٍ مُقَلَّصٍ | كَمِيشٍ إذَا عِطْفَاهُ مَاءً تَحَلَّبَا |
فإن قيل : لِمَ قال :﴿ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ ﴾ ولم يقل : وَهَبْنَ لَكُمْ أوْ سَمضحْنَ لَكُمْ؟
فالجواب أنَّ المراعى وهو تجافي نفسها عن بالموهوب طيبة ].
قوله :« فكلوه هنيئاً مريئاً ».
في نصب « هَنِيئاً » أربعةُ أقوال :
أحدها : أنَّهُ منصوبٌ على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره : أكْلاّ هنيّئاً.
الثاني : أنه منصوب على الحال من الهاء في « فَكُلُوهُ » أي : مُهَنِّئاً، أي سهلاً.
والثالث : أنه منصوب على الحال بفعل لا يجوز إظهاره ألبتة؛ لأنَّهُ قصد بهذه الحالِ النيابةُ عن فعلها نحو :« أقائماً وَقَدْ قَعَدَ النَّاسُ »، كما ينوب المصدر عن فعله نحو « سَقْياً لَهُ وَرَعْياً ».
الرابع : أنهما صفتان قامتا مقام المصدر المقصود به الدعاءُ النائب عن فعله.
قال الزَّمَخشرِيُّ :« وقد يوقف على » فَكُلُوهُ « ويبتدأ ب » هنيئاً مريئاً « على الدعاء وعلى أنهما صفتان أقيمتا مقام المصدرين؛ كأنه قيل :» هَنْئاً مًرْءاً «.
قال أبو حيان : وهذا تحريف لكلام النُّحاة، وتحريفه هو جَعْلهما أُقِيما مُقام المصدر، فانتصابهما انتصباَ المصدرِ، ولذلك قال : كَأَنَّهُ قيل :» هَنْئاً مَرْءاً «، فصار كقولك » سٌقْياص لك « و » رَعْياً لك «، وَيَدُلُّ على تحريفه وَصِحَّةِ قول النحاة انَّ المصادرَ المقصودَ بها الدعاء لا ترفع الظاهر، لا تقول :» سقياً اللهَ لك «، ولا :» رعياً الله لك «، وإنْ كانَ ذلك جائزاً في أفعالها، و » هنيئاً مرئياً «، يرفعان الظاهر بدليل قوله :[ الطويل ]
١٧٥٢- هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مُخامِرٍ | لِعِزَّةَ مِنْ أعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ |