وثانيهما : أن العِلْم قد يُطْلَق ويراد به الظَّنَّ؛ وقال - ﷺ - :« إذَا عَلِمْتَ مِثْلَ الشَّمْسِ فاشْهَد » شَرَطَ العِلْمَ في جواز الشَّهَادَةِ، وأجْمَعْنَا على أنَّ عند الظَّنِّ تُجُوزُ الشَّهَادة؛ فثبت أنَّ الظَّنِّ قد يُسَمَّى بالعِلْمِ.

فصل في رد شبهة للمعتزلة


دلَّت [ هذه ] الآية على أنَّ الذين اتَّبعوا الشَّيْطَان، قد مَنَعَهُم الله فَضْلَه ورحمته وإلا ما كان يتبع، وهذا يَدُلُّ على فَسَادِ قول المُعْتَزِلَة : في أنَّه يجب على الله رعاية الصْلَحِ في الدِّين. أجابُوا : بأن فَضْلَ اللهِ ورَحْمَتَه [ عامَّات في حق الكُلِّ، لكن المُؤمِنين انْتَفَعُوا به، والكَافِرِين لم ينْتَفِعُوا به فَصَحَّ عَلَى سبيل المجاز أنه لم يَحْصًل للكَافِرين فَضْل الله ورَحْمَته ] في الدِّين.
والجواب : أن حَمْل الَّفظ على المَجَاز خِلاف الأصْل.


الصفحة التالية
Icon