والثاني : قوله :« فإن العزة » لِما في الكلام من معنى الشَّرْط، إذ المَعْنَى : إن إن تَبْتَغُوا من هَؤلاء عِزَّةً ﴿ فإن العزة لله جميعاً ﴾، « جَمِيعاً » : حال من الضَّمِير المُسْتَكِنِّ في قوله :« لِلَّه » لوُقُوعهِ خَبَراً، [ والمعنى : أنَّ العِزَّة ثبتَتْ لِلَّه - تعالى - حالة كونها جَمِيعاً ].
فإن قيل : هذا كالمُنَاقض لقوله :﴿ وَلِلَّهِ العزة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ المنافقون : ٨ ].
فالجواب : أن القُدْرة الكامِلَة للَّه، وكل من سِوَاه فبإقداره صَار قادراً، وبإعْزَازه صارَ عَزِيزاً، فالعِزَّة الحَاصِلة للرسُول وللمُؤمنين لم تحصل إلا من اللَّه - تعالى -، فكان الأمْر عند التَّحْقِيقِ : أنَّ العِزَّة للَّه جَمِيعاً.


الصفحة التالية
Icon