وقال إبراهيمُ :﴿ إِنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [ الصافات : ٩٩ ].
فصل : دلالة الآية على رفع عيسى عليه السلام
دلت [ هذه ] الآيةُ على رفع عيسى - عليه السلام - إلى السَّمَاءِ، وكذلك قوله :﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذين كَفَرُواْ ﴾ [ آل عمران : ٥٥ ].
ثم قال :﴿ وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً ﴾، والمراد بالعِزَّة : كَمَال القُدْرَة، ومن الحِكْمَة : كمال العلم، نَبَّه بهذا على أنَّ رَفْعَ عيسى - عليه السلام - إلى السَّموات وإن [ كَانَ ] كالمتَعَذِّر على البَشَرِ، لَكِنَّه لا بُدَّ فيه من النِّسْبَةِ إلى قُدْرَتِي وحِكْمَتِي؛ كقوله - تعالى - :﴿ سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ﴾ [ الإسراء : ١ ] فإنّ الإسْرَاء وإن كان مُتَعذِّراً بالنِّسْبَةِ إلى قُدْرَةِ مُحَمَّدٍ، إلا أنَّه سهل بالنسْبَة إلى قُدْرة الله - تعالى.