، فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال :﴿ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ واتقوا الله وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون ﴾ [ المائدة : ١١ ].
قوله تعالى :« عَلَيْكُم » يجُوزُ أن يَتعَلَّقَ ب « نِعْمَة »، وأن يتعلَّق بمَحْذُوفٍ على أنَّه حَالٌ مِنْها.
و « إذْ [ هَمَّ ] » ظرف ناصبه « النِّعْمة » أيضاً، أي : اذْكُروا نِعمتَهُ عليْكم في وقت هَمِّهم [ عليكم ].
ويجُوزُ أن يتعلَّق هذا الظَّرف بما يتعلَّق به « عَلَيْكُم »، إذا جَعَلته حالاً من « نِعْمَة »، ولا يجُوز أن يكُون مَنْصُوباً ب « اذْكُرُوا » لتَّنافي زَمَنيهما، فإن « إذْ » للمُضيّ، و « اذْكُرُوا » مُستقبل، و « أن يَبْسُطُوا » على إسْقَاطِ البَاءِ أي هَمُّوا بأنْ يَبْسطوا، ففي موضع « أنْ » الخلاف المشهور.
ومعنى بسط اليَد مدَّها إلى المَبْطُوش به كقولِهِم : فلان بَسِيطُ البَاعِ، ومديدُ البَاعِ بمعنًى واحد، يُقال : بَسَط إليه لِسَانه إذا شَتَمَهُ، وبَسَطَ إليه يَدَهُ إذا بَطَشَ به، ﴿ فكف أيديهم عنكم ﴾ أي : مَنعَها أن تَصِل إليْكم.
ثم قال :﴿ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ﴾ أي : كُونُوا مواظبين على طاعة الله، ولا تخافوا أحداً في إقامة طاعَةِ اللَّه.