و « أنْ تُرَدَّ » في محلِّ نَصْبٍ على المفعُولِ به، أي : أو يَخَافُوا رَدَّ أيمانهم. و « بَعْدَ أيْمَانِهِمْ » : إمَّا ظرفٌ ل « تُرَدَّ »، أو متعلِّقٌ بمحذوفٍ؛ على أنها صفةٌ ل « أيْمَان »، وجُمِعَ الضميرُ في قوله « يَأتُوا » وما بعده، وإنْ كان عائداً في المعنى على مثنى، وهو الشاهدان، فقيل : هو عائدٌ على صنفي الشاهدين، وقيل : بل عائدٌ على الشهودِ من الناسِ كُلِّهِمْ، معناه : ذلك أولى وأجدرُ أنْ يحذرَ الناسُ الخيانةَ، فيَتَحَرَّوْا في شهادتهم؛ خَوْفَ الشناعةِ عليهم والفَضِيحةِ في رَدِّ اليمينِ على المُدَّعِي، وقوله :« واتَّقُوا الله » لم يذكر متعلَّق التقوى : إمَّا للعلْمِ به، أي : واتقوا اللَّهَ في شهادِتكُمْ وفي الموصينَ عليهم بأن لا تَخْتَلِسُوا لهم شيئاً؛ لأن القصَّةَ كانت بهذا السَّببِ، وإمَّا قَصْداً لإيقاع التقوى، فيتناولُ كلَّ ما يُتَّقَى منه، وكذا مفعولُ « اسْمَعُوا » إنْ شئتَ حذفته اقتصاراً أو اختصاراً، أي : اسْمَعُوا أوامِرَهُ من نَوَاهِيه من الأحكام المتقدِّمة، وما أفْصَحَ ما جيء بهاتَيْن الجملتَيْن الأمريتَيْن، فتباركَ اللَّهُ أصْدَقُ القائلِينَ.