فإن قيل : الكوفي يجوزُ تفسيره بالمفرد، فيكون نَحَا نَحْوهُمْ؟
فالجواب أنَّ الكوفيَّ إنما يُجَوِّزهُ بمفرد عامل عمل الفعل، نحو :« إنه قائم زيد » و « ظَنَنْتُهُ قائماً زيدٌ » لأنه في صورة الجملة إذ في الكلام مُسْنَدٌ ومُسْنَدٌ إليه.
أما نحو « هو زيد » فلا يجيزه أحدٌ، على أن يكون « هو » ضمير شأن لا قصّة، والدنيا صفة الحياة، وليست صِفَةً مزيلةً اشتراكاً عارضاً، يعني : أن ثَمَّ حياةً غير دنيا يُقرُّون بها؛ لأنها لا يعرفون إلاَّ هذه، فيه صَفَةٌ لمجرد التوكيد، كذا قيل، ويعنون بذلك أنها لا مَفْهُومَ لها، وإلاَّ قحقيقةُ التوكيد غَيْرُ ظاهرةٍ بخلاف ﴿ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ [ الحاقة : ١٣ ].
و « الباء » في قوله :« بمبعوثين » زائدةٌ لتأكيد الخبر المفني، ويحتمل مجرورها أن يكون مَنْصُوبَ المَحَلِّ على أنَّ « ما » هاهنا حجازيةٌ، أو مرفوعةٌ على أنها تميمية.


الصفحة التالية
Icon