الثانيك أنَّها تَبْعِيضيَّة، قاله ابن عطيَّة.
الثالث : بمعنى البدل، قال الطبري وتبعه مكي بن أبي طالب : هي كقولك :« أخَذْتُ من ثَوْبِي دِرْهَماً » أي : بَدَله وعوضه، وكون « مِنْ » بمعنى البدل قَلِيلٌ أو مُمْتَنِعٌ، وما ورد منع مُؤوَّل؛ كقوله - تعالى - :﴿ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً ﴾ [ الزخرف : ٦٠ ] أي : بَدَلَكُم.
وقوله :[ الزجر ]
٢٣١٦- جَارِيَةٌ لَمْ تَأكُلِ المُرَقَّقَا | ولَمْ تَذُقْ مِنَ البُقُولِ الفُسْتُقَا |
وقال الزَّمَخْشَرِي : من أولاد قَوءم آخرينِ لم يكُونُوا على مِثْلِ صِفَتِكُم، وهم أهْلُ سَفِينةَ نُوح. وقرأ ابيُّ بنُ كَعْب :« ذَرِّيَّة » بفتح الذَّالِ، وأبان بني عُثْمَان :« ذَرِيَّة » بتخفيف الرَّاء مَكْسُور، ويروى عَنْه أيْضاً :« ذَرْيَة ». بزنة ضَرْبَة، وقد تقدَّم تحقيقه، وقرأ زَيْد بن ثَابِت :« ذَِرِّيَّة » بكسر الذال، قال الكسائي هُمَا لُغَتَان.
قوله :« إنَّ تُوعدون لآتٍ » « مَا » بِمَعْنَى الَّذِي وليست الكَافَّة، و « تُوعَدُون » صلتها، والعَائِد مَحْذُوف، أي : إنَّ ما تُوعدُونَهُ و « لآتٍ » خبر مؤكَّد باللاَّمٍ.
قال الحسن :« ما تُوعَدُون » من مَجِيء السَّاعة؛ لأنهم كَانُوا يُنْكِرُون الحَشْر.
وقيل : يحتمل الوَعْد والوَعِيدن ولما ذكر الوَعْد، جزم بكَوْنه آتِياً، ولما ذكر الوَعِيد، ما ذاد على قوله :« وما أنْتُم بِمُعْجِزينَ » وذلك يَدُلُّ على أن جَانبَ الرَّحْمَة والإحْسَان غالب.