« بَازِغاً » حالٌ من « القمر » والبزوغ : الطُّلُوع، يقال : بَزَغَ بفتح الزاي : يَبْزُغ بضمها بزوغاً، والبُزُوغُ : الابتداء في الطلوع.
قال الأزهري : كأنه مأخوذ من البَزْغ وهو الشَّقُّ كأنه بنُورِهِ يِشُقُّ الظُّلْمَةَ شَقاً، ويستعمل قاصراً ومتعدياً، يقال : بَزَغَ البَيْطَارُ الدَّابَّةَ، أي : أسال دَمَها، فبزغ هو، أي : سال، هذا هو الأصل.
ثم قيل لكل طلوع : بزوغ، ومنه بَزَغَ نَابُ الصبي والبغير تَشْبيهاً بذلك.
والقمر معروف سُمِّيَ بذلك لِبَيَاضِهِ، وانشار ضَوْئِهِ، والأقْمَرُ : الحمار الذي على لون الليلة القمراء، والقَمرَاءُ ضوء القمر.
وقيل سُمِّيَ القمر قمراً؛ لأنه يقمر ضوء الكواكب ويفوز به، واللَّيَالي القُمْرُ : ليالي تَدَوُّرِ القمر، وهي الليالي البِيضُ؛ لأن ضوء القمر يستمر فيها إلى الصباح.
قيل : ولا يقال له قمراً إلا بعد امتلائه في ثالث ليلة وقبلها هِلالٌ على خلاف بين أهل اللغة تقدم في البقرة عند قوله :﴿ عَنِ الأهلة ﴾ [ البقرة : ١٨٩ ] فإذا بلغ بعد العشر ثالث ليلة، قيل له :« بدر » إلى خامس عشر.
ويقال : قمرت فلاناً، أي : خدعته عنه، وكأنه مأخوذ من قَمِرَت القِرْبَةُ : فَسَدَت بالقَمْراء.
قوله :﴿ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي ﴾ يدلُّ على أن الهدايةَ ليست إلاَّ من الله، ولا يمكن حمل لفظ الهداية إلا على التمكينن وإزاحة الأعْذَارِ، ونَصْبِ الدلائل؛ لأن كل ذلك كان حاصلاً لإبراهيم عليه السلام.


الصفحة التالية