وقال الفرَّاءُ :« العربُ لا تَكَادُ تقول : نَصَحْتُكَ، إنَّمَا يَقُولُونَ نَصَحْتُ لك وأنْصَحُ لك »، وقد يجوز نصحتك. قال النابغة :[ الطويل ]
٢٤٣٤ - نَصَحْتُ بَنِي عَوْفٍ فَلَمْ يَتَقَبَّلُوا | رَسُولِي وَلَمْ تَنْجَحْ لَدَيْهِمْ رَسَائِلِي |
والنُّصْحُ : بَذْلُ الجُهْدِ في طلب الخَيْرِ خاصَّةً، وضدُّهُ الغشُّ.
وأمَّا « نَصَحْتُ لِزَيْدٍ ثوبه » فمتعدٍّ لاثنين، لأحدهما بنفسه وللثاني بحرف الجرِّ بأتِّفاقٍ، وكأنَّ النُّصْحَ الذي هو بَذْلُ الجهد في الخير مأخُوذٌ من أحد معنيين : أمَّا من نَصَحَ أي أخْلَصَ ومنه : نَاصِحُ العسل أي خَالِصُهُ، فمعنى نَصَحَهُ : أخلص له الوُدَّ، وإمَّا من نَصَحْتُ الجِلْدَ والثَّوْبَ إذا أحكمت خياطتهما، ومنه النَّاسحُ للخيَّاطِ والنَّصَاحُ للخيط، فمعنى نَصَحه أي : أحكم رأيه منه.
ويقال : نَصَحه نُصُوحاً ونَصَاحَةً قال تعالى :﴿ توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً ﴾ [ التحريم : ٨ ] بضمِّ النُّونِ في قراءة أبِي بَكْرٍ، وقال الشَّاعر في « نَصَاحَةٍ » :[ الطويل ]
٢٤٣٥ - أحْبِبْتُ حُبّاً خَالَطَتْهُ نَصَاحَةٌ | ......................... |