وقيل :« سَديسةٌ » للأنثى، وفي التَّاسعة :« بَازِلٌ »، و « بَازِلَةٌ »، وفي العاشرة :« مُخْلِفٌ » و « مُخْلِفةٌ »، وليس بعد البُزُول والإخلاف سنٌّ بل يقال : بازل عام، أو عامين، ومُخْلِف عام، أو عامين حتى يهرم، فيقال له : فَوْد. ورد التَّشبيه في الآية الكريمة في غاية الحسن، وذلك أنَّ الجمل أعظم حيوانٍ عند العربِ، وأكبره جثَّة حتى قال :[ البسيط ]
٢٤٦٣ -......................... | جِسْمُ الجِمَالِ وأحْلاَمُ العَصَافِيرِ |
٢٤٦٤ - لَقَدْ كَبُرَ البَعِيرُ بِغَيْرِ لُبٍّ | ................................ |
٢٤٦٥ - إذا شَابَ الغُرَابُ أتَيْتُ أهْلِي | وَصَارَ القَارُ كاللَّبَنِ الحَلِيبِ |
وقيل : الحَبْلُ الذي يُصعد به [ إلى ] النّخل.
ويروى عن ابن عباس أنه قال :« إن الله أحسن تشبيهاً أن يشبه بالحبل من أن يشبه بالجَمَلِ » كأنَّهُ رأى - إن صحَّ عنه - أن المناسب لسم الإبرة شيءٌ يناسب الخيط المسلوك فيها.
وقال الكِسَائي : الرَّاوي ذلك عن ابن عباس أعجمي فَشَدَّ الميم «.
وضفَّف ابن عطية قول الكسائي بكثرة رواتها عن ابن عباس قراءة. قال شهابُ الدِّين :» ولذلك هي قراءةٌ مشهورة بين النَّاس «. وروى مجاهدٌ عن ابن عباس ضمّ الجيم وفتح الميمِ خفيفة، وهي قراءة ابن جبير، وقتادة، وسالم الأفطس.
وقرأ ابْنُ عبَّاسِ أيضاً في رواية عطاء :» الجُمُل « بضم الجيم والميم مخففة، وبها قرأ الضحاكُ الجحدري.
وقرأ عِكْرِمة، وابن جبير بضمِّ الجيم، وسكون الميم.
[ وقرأ المتوكل، وأبُو الجوزاء بالفتح والسُّكون، وكلُّها لغات في القَلْس المذكور.
وسئل ابن مسعود عن الجمل في الآية فقال :» زَوْج النَّاقَةِ «، كأنه فهم ما أراد السّائل واستغباه ].
قوله :﴿ فِي سَمِّ الخياط ﴾ متعلق ب » يلج «، و » سمّ الخِيَاطِ « ثقب الإبرة، وهو الخُرْتُ، وسينه مثلثة، وكلّ ثُقب ضيق فهو سَمٌّ، وكلُّ ثقب في البدن؛ وقيل : كلُّ ثُقْبٍ في أنف أو أذن فهو سَمٌّ وجمعه سموم.