﴿ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً ﴾ [ البقرة : ١٤٣ ].
ومعنى فاسقين خارجين عن الطَّاعةِ، ماريقين عن الدِّين، وقيل : ناقضين العَهْدَ.
وقوله :« لأكْثَرهُم »، و « أكْثَرهُم »، و « من بعدهم » : إنْ جعلنا هذه الضَّمائر كلَّها للأمم السَّالِفَةِ فلا اعتراضَ، وإن جعلنا الضَّمير في « لأكثرهُم » و « أكْثَرهُمْ » لعموم النَّاسِ والضَّمير في « من بعدهم » للأمم السَّالِفَةِ كانت هذه الجملة - أعني ما وجدنا - اعتراضاً كذلك قاله الزمخشري، وفيه نظر؛ لأنَّهُ إذا كان الأوَّلُ عاماً ثم ذكر شيء يندرجُ فيه ما بعده وما قبله كيف يُجْعل ذلك العامُّ معترضاً بين الخاصين.
وأيضاً، فالنَّحْويُّون إنما يعرفون الاعتراض فيما اعترض به بين متلازمين، إلاَّ أنَّ أهل البيان عندهم الاعتراض أعمُّ من ذلك، حتَّى إذا أتي بشيء بين شيئين مذكورَيْنِ في قصَّةٍ واحدة سَمَّوه اعتراضاً.


الصفحة التالية
Icon