وقال أبو البقاء : ووزنه « أفعل » ولم ينصرف للعُجْمَةِ، والتعريف على قول من لم يشتقه من الأزر أو الوزر، ومن اشْتَقَّهُ من واحد منهما قال : هو عربين ولم يصرفه للتعريف، ووزن الفعل، وهذا الخلاف يشبه الخلاف في « آدم » وقد تقدَّم أن اختيار الزمخشري فيه أنه « فاعل » ك « عابر » ومن جرى على ذلك، وإذا قلنا بكونه صِفَةً على ما قاله الزَّجَّاجُ بمعنى المخطئ، أو بمعنى المعوج، أو بمعنى الهرم، كما قاله الفراء والضحاك، فيشكل مَنْعُ صرفه، وسيشكل أيضاً وقوعه صِفَةً للمعرفة. وقد يُجَابُ عن الأول بأن الإشكال قد يندفع بادِّعاءِ وزنه على « أفعل »، فيمتنع حينئذ للوزن والصفة ك « أحمر » وبابه، وأما على قول الزمخشري فلا يَتَمَشَّى ذلك.
وعن الثاني : بأنا لا نُسَلِّمُ أنه نَعْتٌ لأبيه، حتى يلزم وصف المعارف بالنكرات، بل هو منصوب على الذَّمِّ، أو على نِيَّةِ الألف واللام قالهما الزجاج.
والثاني ضعيف؛ لأنه حَذَفَ « أل » وأراد معناها؛ إما أن يؤثّر منع الصرف كما في « سحر » ليوم بعينه، ويسمى عدلاً؛ وإما أن يؤثِّر بناءً ويسمى تَضَمناً ك « أمس » وفي « سحر » و « أمس » كلام طويل، ولا يمكن أن يقال/ : إن « آزر » امتنع من الصرف كما امتنع « سحر » أي للعدل عن « أل » ؛ لأن العدلَ يمنع فيه مع التعريف، فإنه لوقت بعينه، بخلاف هذا فإنه وصف كما فرضتم. وقرا أبَيُّ بن كعب، وعبد الله بن عباس، والحسن، ومجاهد، ويعقوب في آخرين بضم الراء على أنه منادى حذف حرف ندائه كقوله تعالى :﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا ﴾ [ يوسف : ٢٩ ] أو كقوله :[ الطويل ]
٢٢٠٩- لِيُبْكَ يَزِيدُ ضَارعٌ لِخُصُومَةٍ | .................... |
٢٢١٠- افْتَدِ مَعْتُوقُ وصَاحِ شَمِّرْ | ..................... |
وعلى هذا فيحتمل « آزاراً » أن ينتصب من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه مَفْعُولٌ من أجله و « أصناماً آلهة » منصوب ب « تتخذ » على ما سيأتي بيانه، والمعنى : أتتخذ أصْنَاماً آلهة لأجل القوة والمُظَاهرة.