قوله :« وأنَّ اللَّه » يجوزُ أن يكون معطوفاً على :« ذَلِكُمْ » فيحكم علىمحلِّه بما يحكمُ على محلِّك « ذَلِكُمْ »، وأن يكون في حلِّ نصبٍ بفعل مقدَّر أي : واعلموا أنَّ الله، وقد تقدم ما في ذلك.
وقال الزمخشريُّ :« إنَّه معطوف على :» وليُبْلي « والمعنى : أنَّ الغرضَ إبلاءُ المؤمنين، توهينُ كيد الكافرين ». وقرأ ابنُ عامر والكوفيون :« مُوهِن » بسكون الواوِ وتخفيف الهاءِ، من « أوهَن » ك : أكْرَم، ونوَّن « موهن » غير حفص، وقرأ الباقون :« مُوهِّن » بفتح الواو، وتشديد الهاءِ، والتنوين، ف « كَيْد » منصوبٌ على المفعول به في قراءة غير حفص، ومخفوضٌ في قراءة حفص، وأصله النَّصْبُ وقراءة الكوفيين جاءت على الأكثرر؛ لأن ما عينه حرف حلقٍ غير الهمزة تعديته بالهمزة ولا يُعَدَّى بالتَّضعيف إلاَّ كلمٌ محفوظ نحو : وهَّنْتُه وضعَّفْتُه.
فصل
توهينُ الله كيدهم يكون بأشياء :
بإطلاع المؤمنين على عوراتهم.
وإلقاء الرعب في قلوبهم وتفريق كلمتهم.
ونقض ما أبرموا بسبب اختلاف عزائمهم.
قال ابن عبَّاسٍ : ينبئ رسول الله ﷺ ويقول :« إنّي قد أوْهَنْتُ كَيْدَ عدوك حتى قتلت خيارهم وأسرت أشرافهم »