٢٧٠٩ - ومُطْعَمُ الغُنْمِ يَوْمَ الغُنْمِ مُطعمُهُ | أنَّى توَجَّهَ والمَحْرُومُ مَحْرُومُ |
٢٧١٠ - لَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الآفَاقِ حَتَّى | رَضيتُ من الغنيمة بالإياب |
وقرأ الحسنُ وعبدُ الوارث عن أبي عمرو :« خُمْسَهُ » بسكون الميم، وهو تخفيفٌ حسن.
وقرأ الجعفيُّ « خِمْسه » بكسر الخاء. قالوا : وتخريجها على أنَّهُ أتبعَ الخاءَ لحركة ما قبلها، وهي هاء الجلالة من كلمة أخرى مستقلة، قالوا : وهي كقراءة من قرأ ﴿ والسمآء ذَاتِ الحبك ﴾ [ الذاريات : ٧ ] بكسر الحاء إتباعاً لكسرة التاء من « ذاتِ » ولمْ يعتدُّوا بالساكن، وهو لامُ التعريف، لأنه حاجزٌ غير حصين.
قال شهاب الدين « ليت شعري، وكيف يقرأ الجعفيُّ والحالةُ هذه؟ فإنه إن قرأ كذلك مع ضم الميم فيكون في غاية الثقل، لخروجه من كسرٍ إلى ضمٍّ، وإن قرأ بسكونها وهو الظَّاهرُ فإنه نقلها قراءةً عن أبي عمرو، أو عن عاصم، ولكن الذي قرأ :» ذاتِ الحِبُكِ « يبقى ضمَّه الباء، فيؤدي إلى » فِعُل « بكسر الفاء وضمِّ العين، وهو بناءٌ مرفوض ».
وإنما قلت : إنه يقرأ كذلك؛ لأنه لو قرأ بكسر التاء لما احتاجوا إلى تأويل قراءته على الإتباع؛ لأن في « الحُبُك » لغتين : ضمُّ الحاءِ والباءِ، وكسرهما، حتَّى زعم بعضهم أنَّ قراءة الخروج من كسرٍ إلى ضمٍّ من التَّداخل.
فصل
والغنيمةُ في الشريعةِ، والفيء، اسمان لما يُصيبه المسلمون من أموال الكفار.
فذهب جماعة إلى أنهما واحد، وذهب قومُ إلى أنَّ الغنيمة، ما أصابه المسلمُونَ منهم عَنْوَةً بقتال، والفيء : ما كان من صلح بغير قتال.
قوله « مِن شيءٍ » يعني : من أي شيء كان حتَّى الخيط :﴿ فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ﴾ ذهب أكثر المفسِّرين والفقهاء إلى أنَّ قوله :« لِلَّه » افتتاح على سبيل التبرُّك، وأضاف هذا المال لنفسه لشرفه. وليس المراد أن سهماً من الغنيمة « لِلَّهِ » مفرداً، فإن الدنيا والآخرة لله تعالى وهو قول قتادة والحسن وعطاء وإبراهيم والشعبي قالوا : سهم الله وسهم الرسول واحد والغنيمة تقسم خمسة أخماس أربعة أخماسها لِمنْ قاتل عليها، والخُمْسُ لخمسة أصناف كما ذكر الله تعالى ﴿ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾.