والإشمات والشَّماته : الفَرَحُ بِبَلِيةٍ تنالُ عَدُوَّك؛ قال :[ الكامل ]
٢٥٨٥ -......................... | والمَوْتُ دُونَ شَماتَةِ الأعْدَاء |
فصل
قيل : واشتقاقُها من شوامِتِ الدَّابة، وهي قوائِمُهَا؛ لأنَّ الشَّماتة تَقْلِبُ قلب الحاسِد في حالتي الفرَحِ والتَّرحِ كتقلُّب شوامِت الدَّابة. وتشميت العاطس وتسميته، بالشِّين والسِّين الدعاء له بالخير.
قال أبو عبيد : الشِّينُ أعْلَى اللُّغتين.
وقال ثَعلبٌ : الأصْلُ فيها السِّينُ من السَّمْت، وهو القصد والهَدْي.
وقيل : معنى تشميت العاطس [ بالمعجمة ] أنْ يُثَبِّتَهُ اللَّه كما يثبت قوائم الدابة.
وقيل : بل التَّفعيل للسَّلب، أي : أزال الله الشَّماتة به وبالسِّين المهملة، أي : رَدَّهُ اللَّهُ إلى سَمْتِهِ الأولى، أي : هيئته، لأنَّهُ يحصل له انزعاج.
وقال أبُو بَكْرٍ :« يقال : شَمَّتَه وشَمَّتَ عليه » وفي الحديث : وشَمَّت عليهما.
فصل
ولمَّا تبيَّنَ لمُوسَى عُذْرُ أخيه قال :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي ما صنعت ﴾ أي : ما أقدمت عليه من الغضب، « ولأخِي » إن كان منه في الإنكار على عبدة العجل ﴿ وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الراحمين ﴾.