قال أبو سعيد الخدري بينما رسول الله ﷺ يقسم مالاً إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي، وقال : يا رسول الله اعدل، فقال :« ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟ » فنزلت هذه الآية.
وقال الكلبي : قال رجل من المنافقين ويقال له : أبو الجواظ لرسول الله ﷺ : أتزعم بأن الله أمرك بأن تضع صدقات في الفقراء والسماكين، فلم تعضها في رعاة الشاء؟ فقال رسول الله ﷺ :« لا أبا لك، فإنما كان موسى راعياً وإنما كان داود راعياً »، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فلما ذهب قال عليه السلام :« احذروا هذا وأصحابه، فإنهم منافقون ».
وروى أبو بكر الأصم في تفسيره أنه عليه السلام قال لرجل من أصحابه :« ما علمك بفلان؟ » قال ما لي به علم إلا أنك تدينه في المجلس وتجزل له العطاء، فقال عليه السلام :« إنه منافق أداريه عن نفاقه، وأخاف إفساده. »
قال ابن عباس « يلمزك » : يغتابك، وقال قتادة : يطعن عليك، وقال الكلبي : يعيبك في أمرٍ ما، قال أبو علي الفارسي : هنا محذوف والتقدير : يعيبك في تفريق الصدقات فإن أعطوا كثيراً فرحوا، وإن أعطوا قليلاً فإذا هم يسخطون. وقد تقدم الكلام على « إذا » الفجائية، والعامل فيها. قال أبو البقاء :« يسخطون » لأنه قال : إنها ظرف مكان، وفيه نظر تقدم نظيره.
قوله :﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ ﴾. الظاهر أنَّ جواب « لَوْ » محذوفٌ، تقديره : لكان خيراً لهم.
وقيل : جوابها « وقالوا »، والو مزيدةٌ، وهذا مذهبُ الكوفيين. والمعنى ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ ﴾ ما نحتاج إليه ﴿ إِنَّآ إِلَى الله رَاغِبُونَ ﴾ هاتانِ الجملتان كالشَّرح لقولهم :« حَسبُنَا اللهُ »، فلذلك لم يتعاطفا، لأنَّهُمَا كالشَّيء الواحد، فشدَّه الاتصال منعت العطف.