« ويَنْهونَ عن المُنكَرِ » عن الشِّرك والمعصية، وما لا يعرف في الشَّرع « ويُقِيمُونَ الصَّلاة » المفروضة ﴿ وَيُؤْتُونَ الزكاة وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ الله ﴾ فالسين للاستقبال، إذ المراد رحمةٌ خاصةٌ، وهي ما خبَّأه لهم في الآخرة. وادَّعَى الزمخشريُّ : أنَّها تُفيدُ وجوب الرحمةِ وتوكيد الوعدِ والوعيد، نحو : سأنتقم منك، يعني لا تفوتني وإن تباطأ ذلك، ونظيره ﴿ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمن وُدّاً ﴾ [ مريم : ٩٦ ] ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ ﴾ [ الضحى : ٥ ] ﴿ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ [ النساء : ١٥٢ ].
ثم قال :﴿ إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ وذلك يوجبُ المبالغة في التَّرغيب والتَّرهيب؛ لأنَّ العزيز هو الذي لا يمنعُ من مراده في عباده من رحمة أو عقوبة، والحكيمُ هو المدبر أمر عبادة على ما تقتضيه الحكمة.