٢٩٠٨- إذَا ما خَرَجْنَا مِنْ « دِمشْقَ » فلا نَعُدْ | لهَا أبَداً ما دَامَ فِيهَا الجُرَاضِمُ |
قوله :﴿ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ « هو » عائدٌ على الفضل والرَّحْمَةِ، وإن كانا شيئين؛ لأنَّهُمَا بمعنى شيء واحد، عُبِّر عنه بلفظتين على سبيل التأكيد؛ ولذلك أشير إليهما بإشارة واحدةٍ.
وقرأ ابن عامر :« تَجْمَعُون » بتاء الخطاب، وهو يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون من باب الالتفات، فيكون في المعنى كقراءة الجماعة، فإنَّ الضَّمير يُراد من يُرادُ بالضَّمير في قوله :« فَلْيَفْرَحُوا ».
والثاني : أنَّه خطاب لقوله :﴿ ياأيها الناس قَدْ جَآءَتْكُمْ ﴾ وهذه القراءةُ تناسبُ قراءة الخطاب في قوله « فَلْيَفْرَحُوا » كما نقلها ابنُ عطيَّة عنه أيضاً.
فصل
قال مجاهد وقتادةُ : فضل الله : الإيمان، ورحمته : القرآن. وقال أبو سعيدٍ الخُدريُّ - رضي الله عنه - : فضل الله : القرآن، ورحمته أن جعلنا من أهله.
وقال ابن عمر : فضلُ الله : الإسلام، ورحمته : تزيينهُ في القلب، وقال خالدُ بن معدان : فضلُ الله : الإسلام، ورحمته : السُّنَن.
وقيل : فضل الله : الإيمان، ورحمته : الجنَّة، ﴿ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ﴾ أي : لِيَفْرَحِ المؤمنون أن جعلهم من أهله، ﴿ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ أي : خير ممَّا يجمعه الكُفَّار من الأموالِ؛ لأنَّ الآخرة خيرٌ وأبْقَى، وما كان عند الله، فهو أولى بالطَّلب.