قوله :« ذَلِكَ » فيه وجهان : أظهرهما : أنَّهُ مبتدأ، خبره الجارُّ بعده، أي : ذلك الصرف بسبب تكذيبهم.
والثني : أنَّه في محلِّ نصبٍ، ثم اختلفَ في ذلك.
فقال الزَّمخشريُّ :« صَرَفَهُمُ اللَّهُ ذلك الصَّرْفَ بعينه ». فجعله مصدراً.
وقال ابْنُ عطيَّة : فعلنا ذلك فجعله مفعولاً به وعلى الوجهين فالباءُ في بأنَّهُمْ متعلقةٌ بذلك المحذوف.
قوله :﴿ وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾. في هذه الجملة احتمالان :
أحدهما : أنَّهَا نَسَقٌ على خبر أنَّ، أي : ذلك بأنَّهُمْ كذّبوا، وبأنَّهُمْ كانوا غافلين عن آياتنا.
والثاني : أنَّها مستأنفةٌ، أخبر اللَّهُ تعالى عنهم بأنهم من شأنهم الغفلة عن الآيات وتدبرها.