٣٠١٦- ويَوْمٍ شَهِدْنَاهُ سُلَيْماً وعَامِراً | قَليلٌ سِوَى الطَّعْنِ النِّهالِ نَوافِلُهْ |
قال الزمخشريُّ :« فإن قتل : أيُّ فائدة في أن أوثر اسمُ المفعول على فعله؟ قلت : لما في اسم المفعول من دلالته على ثبات معنى الجمع لليوم، وأنَّهُ لا بدَّ أن يكون ميعاداً مضروباً لجمع النَّاس له، وأنَّه هو الموصوفُ بذلك صفة لازمة » قال ابنُ عبَّاسٍ : يشهده البر والفاجرُ. وقيل : يشهده أهلُ السموات وأهلُ الأرضِ.
قوله :﴿ وَمَا نُؤَخِّرُهُ ﴾ الضَّميرُ يعود على « يَوْم ».
وقال الحوفيُّ :« على الجزاءِ » وقرأ الأعمش :« ومَا يُؤخِّره » - بالياء - أي : الله تعالى « إلاَّ لأجَلٍ معدُودٍ » وكل ما له عدد، فهو متناهٍ، وكل ما كان متناهياً، فلا بُدَّ أن ينفي، فتأخير القيامة ينتهي إلى وقت لا بد وأن يقيم اله القيامة فيه، وكُلُّ ما هو آتِ قريب.
قوله :﴿ يَوْمَ يَأْتِ ﴾ قرأ أبو عمرو والكسائيُّ ونافعٌ « يَأتِي » بإثبات الياءِ وصْلاً وحذفها وقْفاً.
وقرأ ابنُ كثير بإثباتها وصْلاً ووقفاً وباقي السبعة : قرءوا بحذفها وصلاً ووقْفاً.
وقد وردتْ المصاحفُ بإثباتها وحذفها : ففي مصحف أبيّ إثباتُها، وفي مصحق عثمان حذفها، وإثباتها هو الوجه؛ لأنَّها لامُ الكلمة، وإنَّما حذفُوها في القوافي، والفواصل، لأنَّها محلُّ وقوف وقالوا : لا أدْرِ، ولا أبَالِ.
وقال الزمخشريُّ « والاجتزاءُ بالكسرة عن الياءِ كثيرةٌ في لغةِ هذيلٍ ».
وأنشد ابنُ جريرٍ في ذلك :[ الرجز ]
٣٠١٧- كَفَّاكَ كَفٌّ ما تُليقُ دِرْهَمَا | جُوداً وأخْرَى تُعْطِ بالسِّيْفِ الدَّما |
أحدها : أنه « لا تكلَّمُ » والتقديرُ : لا تكلَّمُ نفسٌ يوم يأتي ذلك اليوم. وهذا معنى جيد لا حاجة إلى غيره.
الثاني : أن ينتصب ب « اذْكُر » مقدراً.
والثالث : أن نتصب بالانتهاءِ المحذوف في وله :﴿ إِلاَّ لأَجَلٍ ﴾ أي : ينتهي الأجل يوم يأتي.
والرابع : أنَّهُ منصوبٌ ب « لا تكلَّمُ » مقدَّراً، ولا حاجة إليه.
والجملةُ من قوله :« لا تكلَّمُ » في محلِّ نصب على الحال من ضمير اليوم المتقدم في « مَشْهُود » أو نعتاً له لأنه نكرة. والتقدير : لا تكلَُّ نفسٌ فيه إلاَّ بإذنه، قاله الحوفيُّ.
وقال ابن عطيَّة :« لا تكلَّمُ نفسٌ » يصحُّ أن تكون جملة في موضع الحال من الضَّمير الذي في « يَأتِ » وهو العائدُ على قوله :﴿ وَذَلِكَ يَوْمٌ ﴾، ويكون على هذا عائدٌ محذوف تقديره : لا تكلمُ نفسٌ فيه، ويصحُّ أن يكون قوله :﴿ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ ﴾ صفةً لقوله :﴿ يَوْمَ يَأْتِ ﴾.
وفاعل « يَأتِ » فيه وجهان :
أظهرهما : أنَّهُ ضميرُ « يَوْم » المتقدِّم.
والثاني : أنَّه ضمير الله تعالى كقوله :