ثم قال :﴿ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي ﴾، أي : ليس لكم عندي طعام أكيله لكم، ﴿ وَلاَ تَقْرَبُونِ ﴾ أي : لا تقربوا داري وبلادي، وكانوا في نهاية الحاجةِ إلى الطعام، وما يمكنهم تحصيله إلاَّ من عنده، فإذا منعهم من الحضورِ، كان ذلك نهاية التَّخويف.
قوله :﴿ وَلاَ تَقْرَبُونِ ﴾ يتحمل أن تكون « لا » ناهية؛ فيكون ﴿ تَقْرَبُونِ ﴾ مجزوماً، ويحتمل أن تكون لا النافية، وفيها وجهان :
أحدهما : أن يكون داخلاً في حيز الجزاءِ معطوفاً عليه، فيكون أيضاً مجزوماً على ما تقدم.
والثاني : أنه نفي مستقل معطوفٍ على جزاءِ الشرطِ، وهو خبرٌ ف يمعنى النَّهي؛ كقوله :﴿ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ ﴾ [ البقرة : ١٩٢ ].

فصل


لما سَمِعُوا هذا الكلام من يوسف صلوات الله وسلامه عليه ﴿ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ ﴾، أي : نطلبه، ونجتهد في أن يرسله معنا، ﴿ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴾ ما امَرْتنَا به، والغرض من التكريرِ؛ التأكيد.
وقيل :« وإنا لفاعلون » أيْْ : كل ما في وسعنا من هذا الباب.


الصفحة التالية
Icon