فصل
قال بعضُ المفسرين : من تلك الحَاجةِ : خوفهُ عليهم من إصابةِ العينِ وقيل : خوفه عليهم من حسدِ أهل مصرَ، وقيل : خوفه عليهم من أن يصيبهم ملكُ مصر بسُوءٍ.
ثم قال :﴿ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ ﴾ قال الواحدي :« مَا » مصدريَّة، والهاء عائدةٌ إلى يعقوب صلوات الله وسلام عليه أي : وإنَّ يعقوب لذو علم للشيء الذي علمناه، يعني : أنَّا لما علمناه شيئاً حصل له العلم بذلك الشيء.
والمراد بالعلم : الحفظُ، أي : وإنه لذو حفظ لماعلمناه. وقيل : المراد بالعلم : العمل، أي وإنه لذَوا عمل بفوائد ما علمناه.
ثم قال :﴿ ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ مثل ما علم يعقوب، لأنهم لم يسلكوا طريق إصابة العلم.
وقيل : لا يعلمون أنَّ يعقوب بهذه الصِّفة.
وقال ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما : لا يعلم المشركون ما آلهم الله [ أولياءه ]. فالمراد ب :« أكْثرَ النَّاسِ » المشركون.