وأمَّا تشديدُ التاء وتخفيفها، فلغتان، من اتَّبَع يتَّبع، وتَبع يتْبَع، وقد تقدَّم [ الأعراف : ١٧٥ ] هل هما بمعنى واحد، أو مختلفان في المعنى؟ وملخصه : أنَّ تتبعه بشيءٍ : خلفه، واتَّبعه كذلك، إلاَّ أنه حاذاهُ في المشي واقتدى بِهِ، وأتبعه : لحقهُ.
فصل
المعنى : لا تسلك طريق الجاهلين الذين يظنُّون أنه : متى كان الدعاء مُجاباً، كان المقصُود حاصلاً في الحال، فربما أجاب الله تعالى الإنسان في مطلوبه، إلاَّ أنَّه يوصله إليه في وقته المقدَّر؛ فإنَّ وعد الله لا خلف له، والاستعجال لا يصدر إلا من الجُهَّال؛ كما قال لنُوح - ﷺ - ﴿ إني أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الجاهلين ﴾ [ هود : ٤٦ ]، وهذا النَّهي لا يدلُّ على صدور ذلك من موسى - ﷺ - كما أن قوله :﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾ [ الزمر : ٦٥ ] لا يدل على صدور الشرك منه.