وقد قيل : النوم : الموتُ الخفيف، والموتُ : النوم الثقيل، وقد يستعار الموت للأحوال الشاقة كالفقر والذل، والسؤال، والهرم، والمعصية، وغير ذلك، ومنه الحديث « أوْل من مَاتَ إبليسُ لأنَّهُ أوَّلُ من عَصَى ».
وحديث موسى صلوات الله سلامه عليه حين قال له ربه :« [ أمَا ] تَعْلَمْ أنَّ مَنْ أفْقرتُهُ فقَدْ أمَتُّهُ ».
ولنرجع إلى التفسير، فنقول : قيل : بحدوث ألم الموت من كل مكان من أعظائه.
وقيل : يأتيه الموت من الجهات السّت ﴿ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ﴾ فيستريح.
قال ابن جريج : تعلق روحه عند حنجرته، ولا تخرج من فيه فيموت، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فيستريح فَتَنْفَعهُ الحياة، نظيره :﴿ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى ﴾ [ طه : ٧٤ ].
قوله :﴿ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ في الضمير وجهان :
أظهرهما : أنه عائد على « كُلِّ جبَّارٍ ».
والثاني : أنه عائد على العذاب المتقدم.
قيل : العذاب الغليظ : الخلود في النار.
وقيل : إنَّهُ في كل وقت يستقبله يتلقى عذاباً أشدّ مما قبله، وتقدم الكلام على معنى « مِن وَرائهِ ».