« إن اناساً من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون : بم خلتم النار، فوالله مادخلنا الجنة إلا بتعليمكم؟! فيقولون : إنا كنا نقول ولا نفعل ».
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الوليد بن عقبة أنه خطب الناس، فقال في خطبته : ليدخلن امراء النار ويدخلن من أطاعهم الجنة، فيقولون لهم وهم في النار : كيف دخلتم النار وإنما دخلنا الجنة بطاعتكم؟ فيقولون لهم : إنا كنا نأمركم بأشياء نخالف إلى غيرها.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : يشرف قوم في الجنة على قوم في النار فيقولون : ما لكم في النار، وإنما كنا نعمل بما تعملون... ؟! قالوا : كنا نعلمكم ولا نعمل.. ؟! قالوا : به.
وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الشعبي قال : يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار، فيقولون : ما أدخلكم النار، وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم؟ قالوا : إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله.
وأخرج الطبراني والخطيب في الاقتضاء والأصبهاني في الترغيب بسند جيد عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ « مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن جندب البجلي قال : إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كمثل المصباح يضيء لغيره ويحرق نفسه.
وأخرج الطبراني والخطيب في الاقتضاء عن أبي برزة قال : قال رسول الله ﷺ « مثل الذي يعلم الناس وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها ».
وأخرج ابن قانع في معجمه والخطيب في الاقتضاء عن سليك قال : سمعت النبي ﷺ يقول « إذا علم العالم ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه ».
وأخرج الأصبهاني في الترغيب بسند ضعيف عن أبي أمامة قال : قال رسول الله ﷺ « يجاء بالعالم السوء يوم القيامة فيقذف في جهنم فيدور بقصبه - قلت : وما قصبه؟ قال : أمعاؤه - كما يدور الحمار بالرحى، فيقال : ياويله، بم لقيت هذا وإنما اهتدينا بك؟! قال كنت أخالفكم إلى ما انهاكم عنه ».
وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ « من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في ظل سخط الله حتى يكف أو يعمل ما قال ودع إليه ».
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر عن ابن عباس.