وأخرج البيهقي عن شريح قال : إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات. أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجوا فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.
وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن قال : خرج رسول الله ﷺ ذات يوم فقال :« هل منكم من يريد أن يؤتيه الله علماً بغير تعلم وهدياً بغير هداية، هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً، ألا إنه من زهد الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علماً بغير تعلم وهدى بغير هداية، ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغني إلا بالبخل والفجر، ولا المحبة إلا بالاستجرام في الدين واتباع الهوى، إلا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر للبغضاء وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، لا يريد بذلك إلا وجه الله أعطاه الله ثواب خمسين صديقاً ».
وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن قال : قال رسول الله ﷺ « أفضل الإِيمان الصبر والسماحة ».
وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري. أن رسول الله ﷺ قال « إنه من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ولم تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر ».
وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب قال : وجدنا خير عيشنا الصبر.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ميمون بن مهران قال : ما نال رجلاً من جسيم الخير شيء إلا بالصبر.
وأما قوله تعالى :﴿ والصلاة ﴾.
أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾ قال : على مرضاة الله، واعلموا أنهما من طاعة الله.
وأخرج أحمد وأبو داود وابن جرير عن حذيفة قال « كان رسول الله ﷺ إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة ».
وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عاساكر عن أبي الدرداء قال « كان رسول الله ﷺ إذا كانت ليلة ريح كان مفزعه إلى المسجد حتى يسكن، وإذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة ».
وأخرج أحمد والنسائي وابن حبان عن صهيب عن النبي ﷺ قال « كانوا - يعني الأنبياء - يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة ».
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الشعب الإِيمان عن ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon