وأما قوله تعالى :﴿ وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة ﴾.
أخرج ابن جرير عن الحسين وقتادة قالا : كانا يعلمان السحر، فأخذ عليهما أن لا يعلما أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ إنما نحن فتنة ﴾ قال : بلاء.
وأما قوله تعالى :﴿ فلا تكفر ﴾.
أخرج البزار والحاكم وصححه عن عبدالله بن مسعود قال : من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
وأخرج البزار عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله ﷺ « ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن عقد عقدة، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ».
وأخرج عبد الرزاق عن صفوان بن سليم قال : قال رسول الله ﷺ « من تعلم شيئاً من السحر قليلاً أو كثيراً كان آخر عهده من الله ».
وأما قوله تعالى :﴿ فيتعلمون منهما ﴾ الآية.
أخرج عبد حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ﴾ قال : يؤخرون أحدهما عن صاحبه، ويبغضون أحدهما إلى صاحبه.
وأخرج ابن جرير عن سفيان في قوله ﴿ إلا بإذن الله ﴾ قال : بقضاء الله.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ ولقد علموا ﴾ قال : لقد علم أهل الكتاب فيما يقرأون من كتاب الله وفيما عهد لهم أن الساحر لا خلاق له عند الله يوم القيامة.
وأخرج مسلم عن جابر بن عبدالله عن النبي ﷺ قال « إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس، فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، فيقول : ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا. فيقول إبليس : لا والله ما صنعت شيئاً، ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول : نعم أنت ».
وأخرج أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني عن عمرو بن دينار قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب لذريح أبي قيس : أحل لك أن فرقت بين نفسي وبيني، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول : ما أبالي أفرقت بين الرجل وامرأته أو مشيت إليهما بالسيف.