وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن قتادة قال : كانت الآية تنسخ الآية، وكان نبي الله يقرأ الآية والسورة وما شاء الله من السورة ثم ترفع فينسيها الله نبيه، فقال الله يقص على نبيه ﴿ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ﴾ يقول : فيها تخفيف، فيها رخصة، فيها أمر، فيها نهي.
وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال ﴿ ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ﴾ ثم قال ﴿ وإذا بدلنا آية مكان آية ﴾ [ النحل : ١٠١ ] وقال ﴿ يمحو الله ما يشاء ويثبت ﴾ [ الرعد : ٣٩ ].
وأخرج أبو داود وابن جرير عن أبي العالية قال : يقولون ( ما ننسخ من آية أو ننساها ) كان الله أنزل أموراً من القرآن ثم رفعها. فقال ﴿ نأت بخير منها أو مثلها ﴾.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ﴿ أو ننسها ﴾ قال : إن نبيكم ﷺ أقرىء قرآناً ثم أنسيه، فلم يكن شيئاً ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرأونه.
وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف وأبو ذر الهروي في فضائله عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف « إن رجلاً كانت معه سورة فقام من الليل فقام بها فلم يقدر عليها، وقام آخر بها فلم يقدر عليها، وقام آخر بها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول الله ﷺ فاجتمعوا عنده فأخبروه، فقال : إنها نسخت البارحة ».
وأخرج أبو داود في ناسخه والبيهقي في الدلائل من وجه آخر عن أبي أمامة « أن رهطاً من الأنصار من أصحاب النبي ﷺ أخبروه أن رجلاً قام من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شيء إلا بسم الله الرحمن الرحيم، ووقع ذلك لناس من أصحابه، فأصبحوا فسألوا رسول الله ﷺ عن السورة، فسكت ساعة لم يرجع إليهم شيئاً ثم قال : نسخت البارحة فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه ».
وأخرج ابن سعد وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في الدلائل عن أنس قال : أنزل الله في الذين قتلوا ببئر معونة قرآناً قرأناه حتى نسخ بعد أن بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا.
وأخرج مسلم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أبي موسى الأشعري قال : كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها، غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ولا يملأ جوفه إلا التراب.


الصفحة التالية
Icon