﴿ ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً ﴾ [ آل عمران : ١٨٦ ] وقال ﴿ ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ﴾ وكان رسول الله ﷺ يتأوّل في العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم بقتل، فقتل الله به من قتل من صناديد قريش «.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري وقتادة في قوله ﴿ ودّ كثير من أهل الكتاب ﴾ قالا : كعب بن الأشرف.
وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس في قوله ﴿ حسداً من عند أنفسهم ﴾ قال : من قبل أنفسهم ﴿ من بعد ما تبين لهم الحق ﴾ يقول : يتبين لهم أن محمداً رسول الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ من بعد تبين لهم الحق ﴾ قال : من بعد ما تبين لهم أن محمداً رسول الله يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل نعته وأمره ونبوته، ومن بعد ما تبين لهم أن الإِسلام دين الله الذي جاء به محمد ﷺ ﴿ فاعفوا واصفحوا ﴾ قال : أمر الله نبيه أن يعفو عنهم ويصفح حتى يأتي الله بأمره، فأنزل الله في براءة وأمره فقال ﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ﴾ [ التوبة : ٢٩ ] الآية. فنسختها هذه الآية، وأمره الله فيها بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يقروا بالجزية.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ﴿ فاعفوا واصفحوا ﴾ وقوله ﴿ وأعرض عن المشركين ﴾ [ الأنعام : ١٠٦ ] ونحو هذا في العفو عن المشركين قال : نسخ ذلك كله بقوله ﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ﴾ [ التوبة : ٢٩ ] وقوله ﴿ اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ [ التوبة : ٥ ].
وأخرج ابن جرير والنحاس في تاريخه عن السدي في قوله ﴿ فاعفوا واصفحوا ﴾ قال : هي منسوخه نسختها ﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ﴾ [ التوبة : ٢٩ ].
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ وما تقدموا لأنفسكم من خير ﴾ يعني من الأعمال من الخير في الدنيا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ﴿ تجدوه عند الله ﴾ قال : تجدوا ثوابه.


الصفحة التالية
Icon